أحمد البهجة المراكشي
أحمد البهجة، واحد من أبرز اللاعبين المغاربة في تاريخ كرة القدم المغربية والإفريقية، يُعدّ من الأسماء التي لا تنسى بسبب مهاراته العالية وتاريخه الحافل بالإنجازات على المستوى المحلي والدولي. وُلد أحمد البهجة في 21 ديسمبر 1970 في مدينة مراكش، وبدأ مسيرته في عالم كرة القدم منذ سن مبكرة، حيث سطع نجمه في صفوف العديد من الأندية المحلية والدولية، كما كان له دور بارز في المنتخب المغربي.
بداية المسيرة الكروية
بدأ أحمد البهجة مشواره الكروي في صفوف نادي الكوكب المراكشي، وهو أحد أندية مدينة مراكش العريقة. انضم إلى أكاديمية النادي وهو في سن المراهقة، وسرعان ما أظهر موهبته الكبيرة كمهاجم سريع يتمتع بقدرة عالية على تسجيل الأهداف وصناعة الفرص. استطاع البهجة أن يلفت الأنظار إليه بفضل مهاراته الفردية وذكائه التكتيكي، وهو ما جعله من العناصر الأساسية في الفريق الأول للكوكب المراكشي.
خلال فترة وجوده مع الكوكب المراكشي، ساهم البهجة في تحقيق الفريق لعدة إنجازات محلية، أبرزها الفوز ببطولة الدوري المغربي الممتاز وكأس العرش. أسهمت هذه النجاحات في تعزيز سمعته كلاعب بارع، مما جذب أنظار العديد من الأندية الخارجية التي رغبت في التعاقد معه.
الانتقال إلى الاحتراف الخارجي
في بداية التسعينيات، انتقل أحمد البهجة إلى الدوري السعودي، حيث تعاقد مع نادي الاتحاد السعودي، ليبدأ بذلك مسيرة ناجحة في الملاعب الخليجية. كان هذا الانتقال نقطة تحول مهمة في مسيرته الكروية، حيث أصبح لاعبًا مشهورًا على مستوى العالم العربي. في الاتحاد، قدم البهجة مستويات مميزة وأصبح أحد أفضل المهاجمين في الدوري السعودي.
من أبرز إنجازاته مع الاتحاد تحقيق لقب الدوري السعودي وكأس ولي العهد، حيث كان يعتبر العنصر الهجومي الأكثر تأثيرًا في الفريق. وقد سجل البهجة العديد من الأهداف المهمة والحاسمة، مما أكسبه حب الجماهير السعودية واحترام اللاعبين والمدربين.
العودة إلى المغرب والتألق مع الرجاء البيضاوي
بعد تجربته الناجحة في الدوري السعودي، عاد أحمد البهجة إلى المغرب وانضم إلى نادي الرجاء الرياضي البيضاوي، وهو واحد من أكبر وأشهر الأندية في المغرب وإفريقيا. خلال فترة وجوده مع الرجاء، واصل البهجة تقديم مستويات رائعة، وساهم في تحقيق الفريق للعديد من الألقاب المحلية والقارية.
مع الرجاء، أضاف البهجة إلى رصيده المزيد من الألقاب، بما في ذلك دوري أبطال إفريقيا، مما عزز من مكانته كأحد أعظم اللاعبين المغاربة في جيله. تألقه مع الرجاء لم يكن فقط على مستوى التسجيل، بل كان أيضًا في قيادته للهجمات وصناعة الفرص لزملائه.
التأثير الدولي: المنتخب المغربي
إلى جانب مسيرته الاحترافية في الأندية، كان أحمد البهجة أيضًا جزءًا من المنتخب المغربي لكرة القدم. على الرغم من أن مشواره مع المنتخب لم يكن طويلًا بسبب بعض المشاكل مع الأجهزة الفنية، إلا أن البهجة شارك في عدة بطولات قارية ودولية، بما في ذلك كأس الأمم الإفريقية وكأس العالم 1994 في الولايات المتحدة الأمريكية.
كان البهجة معروفًا بتأثيره الكبير في المباريات الدولية بفضل سرعته ومهاراته الفردية العالية. تمكن من تسجيل العديد من الأهداف الحاسمة التي ساعدت المنتخب المغربي في المنافسات الدولية. وعلى الرغم من أن مسيرته الدولية لم تكن طويلة بشكل كبير، إلا أن البهجة سيظل دائمًا لاعبًا محبوبًا لجماهير الكرة المغربية.
الأسلوب الفني والمهارات
كان أحمد البهجة يُعرف بمهاراته الفنية العالية وسرعته الكبيرة، مما جعله مهاجمًا فريدًا من نوعه. كان يمتاز بقدرته على استلام الكرة تحت الضغط والمراوغة في المساحات الضيقة. إلى جانب ذلك، كان يتمتع بتسديدات قوية ودقيقة، سواء بالقدم اليمنى أو اليسرى، مما جعله مهاجمًا متكاملًا.
تعد القدرة على التسجيل من مسافات بعيدة واحدة من أبرز مهارات البهجة. لم يكن يعتمد فقط على الأهداف القريبة داخل منطقة الجزاء، بل كان قادرًا على تسجيل أهداف رائعة من تسديدات بعيدة المدى، وهو ما زاد من شعبيته كلاعب نادر يمتلك قدرات هجومية متعددة.
بالإضافة إلى مهاراته الهجومية، كان البهجة لاعبًا جماعيًا، حيث ساهم في صناعة الفرص لزملائه في الفريق. لم يكن مجرد مهاجم يسعى لتسجيل الأهداف فقط، بل كان يلعب دورًا مهمًا في تكتيكات الفرق التي لعب لها من خلال تمريراته الدقيقة وحركاته الذكية بدون كرة.
أحمد البهجة في الاتحاد السعودي
في منتصف التسعينيات، انتقل أحمد البهجة إلى نادي الاتحاد السعودي، حيث كان هذا الانتقال خطوة مهمة في مسيرته الكروية. حقق نجاحًا كبيرًا في الدوري السعودي، حيث قاد الاتحاد لتحقيق عدة بطولات محلية، وكان من أبرز اللاعبين في الدوري السعودي خلال تلك الفترة.
لم يقتصر تأثير البهجة في السعودية على أدائه في المباريات المحلية فقط، بل ساهم في رفع مستوى النادي في البطولات القارية والإقليمية. استطاع أن يحقق مع الاتحاد العديد من الألقاب، وأصبح واحدًا من أبرز المهاجمين في تاريخ النادي. كانت تجربته مع الاتحاد السعودي مليئة بالنجاحات، وتعد من أفضل فترات مسيرته الكروية.
الاعتزال والإرث الكروي
بعد مسيرة طويلة وناجحة في الملاعب المغربية والدولية، قرر أحمد البهجة اعتزال كرة القدم. ظل البهجة يُذكر كواحد من أفضل اللاعبين المغاربة عبر التاريخ. ورغم أن مسيرته الدولية لم تكن طويلة مثل بعض اللاعبين الآخرين، إلا أن تأثيره على المستوى المحلي والدولي كان واضحًا ولا يُنسى.
إرث أحمد البهجة كلاعب لا يزال حاضرًا في أذهان الجماهير المغربية والعربية. هو نموذج للاعب المهاجم الذي يمتلك مهارات فردية استثنائية، وذكاء تكتيكي، وروح قتالية داخل الملعب. حتى بعد اعتزاله، لا يزال أحمد البهجة يُعتبر من رموز الكرة المغربية والإفريقية، ويلقى احترامًا وتقديرًا من قبل عشاق كرة القدم.
ما بعد الاعتزال
بعد اعتزاله اللعب، ظل أحمد البهجة مرتبطًا بعالم كرة القدم من خلال مشاركاته في بعض الأنشطة الرياضية والإعلامية. استمر في متابعة الدوري المغربي والدوريات العربية والعالمية، وقدم تحليلاته الفنية في بعض المناسبات. رغم ابتعاده عن الملاعب، إلا أن تأثيره وإرثه لا يزالان حاضرين، خاصة بين جماهير الفرق التي لعب لها.
الخاتمة
أحمد البهجة سيظل اسمًا خالدًا في تاريخ كرة القدم المغربية والعربية. من بداياته مع الكوكب المراكشي إلى تألقه مع الاتحاد السعودي والرجاء البيضاوي، قدم أحمد البهجة مسيرة مليئة بالإنجازات والأهداف الرائعة. مهاراته الفنية العالية وسرعته الكبيرة جعلته أحد أفضل اللاعبين في جيله. وعلى الرغم من أنه لم يحقق كل ما كان يأمله على المستوى الدولي مع المنتخب المغربي، إلا أن تأثيره على الكرة المغربية والعربية سيظل دائمًا جزءًا من إرث كرة القدم في المنطقة.